من أين يحصل السوريون على المال؟
حكايا من يوميات هيئة الضرائب والرسوم..
يقبض ملايين الموظفين والمتقاعدين رواتبهم في الوقت المحدد نهاية كل شهر..
تسير نفقات الدولة وخدماتها ومرافقها بشكل اعتيادي باستثناء المناطق المتوترة بالطبع..
أزمة غير مسبوقة تعصف بسورية ولكن لم تتأخر الدولة في صرف رواتب الناس والخدمات العامة..
قلة يسألون: من أين يأتي المال لتغطية هذا الانفاق الهائل؟ والسؤال الأكثر أهمية هو: كيف؟!
المسؤولية الأكبر تقع على عاتق وزارة المالية والهيئة العامة للضرائب والرسوم، فمن خلال عملها يتم تأمين الحصة الأكبر من الايرادات اللازمة للإنفاق العام..
فهل تعمل الهيئة في ظروف اعتيادية مريحة؟
بالتأكيد لا؟ فمن جهة أثر تراجع النشاط الاقتصادي في مناطق عديدة على الايرادات الضريبية المتوقعة، ومن جهة أخرى تجد الدوائر المالية نفسها تعمل في ظروف أمنية صعبة للغاية أدت بالمحصلة لإغلاق العديد من مديريات ودوائر المال في الحافظات والمدن..
وسط هذا المشهد المربك،يتحدث السيد زبير درويش مدير عام الهيئة العامة للضرائب والرسوم عن إشراقات رائعة تقوم بها مديريات المالية والمال في أماكن عديدة، بما يضمن تأمين الايرادات العامة والحفاظ عليها من التخريب والسرقة..
يروي مدير عام الهيئة أنه في أحد الاجتماعات التي كانت تجري بمكتبه تبلغ مدير إحدى مديريات مال ريف دمشق أنه جرى هجوم مسلح على المديرية وهناك خشية من سرقة طوابع بقيمة 12 مليون ليرة سورية!
فتم الاتفاق وبالتعاون مع العاملين في المديرية على ايجاد طريقة لإنقاذ هذه الطوابع بعملية "تهريب" بطولية للطوابع - تشبه الأفلام حيث لفوا أطباق الطوابع على خصورهم تحت الملابس وخرجوا بها من المديرية ليسلموها في دمشق فحموا المال ولم يضع أي قرش يومها!
كما أن الأحداث رغم مرارتها وقسوتها لم تثن مالية حمص التي اختطف مديرها وتم تعذبية وبعدها تم تحريره بعد وقت ليس بالقصير من قبل الأهالي في منطقة الحصن لم تثنها عن متابعة عملها لأنه في اليوم التالي نزل وداوم في المديرية في نفس المكان الذي اختطف منه!
تحدث عن مدير مال الميادين الذي كان تعرض لخطر كبير لحماية مليون ليرة نقداً كانت معه ولم يستطع تسديدها في المصرف، وتم حل الامر في النهاية بأن تم تسديد رواتب العاملين..
إنها بضع قصص عاجلة تصور بأمانة أن الشعب السوري ما زال ينبض بالأصالة والحياة، ورغم الخطر هناك جنود مجهولون يعملون تحت الخطر لتستمر الحياة في بلدنا..
المصدر: بورصات وأسواق